السبت، 20 يناير 2018

ندوة عن الامن الفكري


مفهوم الأمن الفكري
     ويعني صيانة عقول أفراد المجتمع ضد أية انحرافات فكرية أو عقدية مخالفة لما تنص عليه تعاليم الإسلام الحنيف أو أنظمة المجتمع وتقاليده    
مفهوم الأمن بشكل عام
الأمن يعني السكينة والاستقرار النفسي والاطمئنان القلبي ، واختفاء مشاعر الخوف من النفس البشرية .

الأمن في اللغة: الطمأنينه وهو ضد الخوف , وقيل : هو عدم توقع المكروه في الزمن الآتي أو الحاضر
الأمن إصطلاحاً: أطمئنان الفرد والأسره والمجتمع على أن يحيوا حياة طيبه بالدنيا ولايخافوا على أموالهم ودينهم ونسلهم من التعدي عليهم بدون وجه حق

مفهوم الأمن من منظور إسلامي :
   لعل أكبر دلالة على مفهوم الأمن في الإسلام ما ورد في كتاب الله سبحانه وتعالى : ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ).
ونتيجة لذلك فإن الأمن هو مواجهة الخوف ، والمقصود به هنا ما يهدد المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفكريا .. وبشكل عام فإن مفهوم الأمن هو الوصول إلى أعلى درجات الاطمئنان والشعور بالسلام .
وقوله تعالى : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً )  وقوله تعالى : ( وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ )   . أي أن الأمِين يعني مكة وهو من الأمن .  
   وقد بين الرسول أن الأمن أعظم مطلب للمسلم في هذه الحياة ، وأنه بحصوله كأن المسلم ظفر بما في الدنيا من ملذات ومشتهيات ، وكل ما يريده في دائرة الحلال ؛ فعن سلمه بن عبد الله بن مِحْصن الخَطْمي عن أبيه قال : قال : رسول الله صلى الله غليه وسلم :  " من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده  عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا " .
ولقد اهتم الإسلام بتنمية الوعي الأمني بأمره بأخذ الحيطة والحذر وهو أكبر مفهوم للسلامة ومن ذلك الأخذ على يد الظالم، قال صلى الله عليه وسلم : « إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه » ، ويعد تفادي الخطر والبعد عن المهالك من الواجبات الأساسية التي يحض عليها ديننا الإسلامي ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : «لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار »
وجاء الإسلام ليحفظ على الناس مقاصد الشريعة الخمس وهي حرمة الدين والنفس والعقل والعرض والمال ، وأول هذه المقاصد وأهمها الدين فكل اعتداء على الدين قولاً أو فعلاً فإن الشريعة الإسلامية تحرمه وتمنع ذلك الاعتداء على عقائد الناس ومحاولة تغييرها والإخلال بأمنهم الفكري ، والسعي في انحرافهم ، لذلك جُعل مصدر التلقي في العقائد والعبادات والقضايا الكبرى في حياة المسلمين موحداً .
أنواع عديدة للأمن منها
 الأمن النفسي والأمن الثقافي والفكري والأمن الاقتصادي والأمن المائي والأمن الوطني والأمن الوقائي ، والأمن الغذائي وغيرها من أنواع الأمن الأخرى

أهمية الأمن :
   الأمن : مطلب حيوي لا يستغني عنه إنسان ولا ذي روح من الكائنات ، ولأهميته دعا به إبراهيم عليه السلام لمكة أفضل البقاع : قال تعالى :( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ
ولما للأمن من أثر في الحياة تعيّن على الأمة برمتها أن تتضامن في حراسته .
وهو مطلب الشعوب كافة بلا استثناء، ويشتد الأمر خاصة في المجتمعات المسلمة، التي إذا آمنت أمنت، وإذا أمنت نمت؛ فانبثق عنها أمن وإيمان، إذ لا أمن بلا إيمان، ولا نماء بلا ضمانات واقعية ضد ما يعكر الصفو في أجواء الحياة اليومية .
يعتبر الفكر البشرى ركيزة هامة وأساسية في حياة الشعوب على مر العصور ومقياساً لتقدم الأمم وحضارتها ، وتحتل قضية الأمن الفكري مكانه مهمة وعظيمة في أولويات المجتمع الذي تتكاتف وتتآزر جهود أجهزته الحكومية والمجتمعية لتحقيق مفهوم الأمن   تجنباً تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة أو تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة
  يقول د . عبد الرحمن السديس في إحدى خطبه  " ومع أنَّ الأمنَ بمفهومِه الشامل مطلَبٌ رئيس لكلِّ أمّة إذ هو ركيزَة استقرارِها وأساسُ أمانها واطمئنانها إلاَّ أنَّ هناك نوعًا يُعدَ أهمَّ أنواعِه وأخطرَها ، فهو بمثابةِ الرأس من الجسَد لِما له من الصِّلة الوثيقةِ بهويّة الأمّة وشخصيّتِها الحضارية ، حيث لا غِنى لها عنه، ولا قيمةَ للحياة بدونه، فهو لُبّ الأمنِ ورَكيزتُه الكبرى ، ذلكم هو الأمنُ الفكريّ. فإذا اطمأنَّ الناس على ما عندهم من أصولٍ وثوابِت وأمِنوا على ما لدَيهم من قِيَم ومثُلٍ ومبادئ فقد تحقَّق لهم الأمنُ في أَسمى صوَرِه وأجلَى معانيه وأَنبلِ مَراميه " .
أهداف الأمن الفكري :
1- غرس القيم والمبادئ الإنسانية التي تعزز روح الانتماء والولاء لله ثم لولاة الأمر
2- ترسيخ مفهوم الفكر الوسطي المعتدل الذي تميز به الدين الإسلامي الحنيف
3- تحصين أفكار الناشئه من التيارات الفكريه الضاله والتوجهات المشبوهة
4- تربية الفرد على التفكير الصحيح القادر على التمييز بين الحق من الباطل والنافع من الضار
5- إشاعة روح المحبه والتعاون بين الأفراد وإبعادهم عن أسباب الفرقة والأختلاف
6- ترسيخ مبدئ الإحساس بالمسؤلية تجاه أمن الوطن والحفاظ على مقدراته ومكتسباته

دوافع الأمن الفكري :
ومن دوافع الأمن الفكري ذلك الزّخَم الهائل من وسائلِ الغزوِ الفكريّ والثقافيّ ممن يبثون سمومهم القاتلة في عقول الناشئة ولا سيما من ذوي الاستِلابِ الثّقافيّ وضحايا الغزوِ الفكريّ من بني جِلدةِ المسلمين ومَن يتكلَّمون بألسنتهم .
لقد أوجَدَ الغزوُ الثقافيّ مناخًا يتَّسِم بالصراع الفكريّ الذي يجرّ إلى نتائجَ خطيرةٍ وعواقبَ وخيمة على مقوِّمات الأمّة وحضارتها، وكان من نتيجةِ ذلك أن تُسمَع أصوات تتَعالى عبرَ منابرَ إعلاميّةٍ متعدّدة تدعو وبكلِّ بجاحةٍ إلى التخلّي عن كثيرٍ من الأمور الشرعية والثوابِتِ المرعيّة والمعلومَةِ من دين الإسلامِ بالضّرورة ، خاصّةً في قضايا المرأة .
تعزيز الأمن الفكري في نفوس الطلاب من خلال الموجهات التالية:
اولاً: تربية الطلاب على احترام حقوق العامة والضرورية التي جاء الإسلام لحفظها وحمايتها لتحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع المسلم وهي: الدين النفس المال والعرض والعقل.
ثانياً: غرس القيم والمبادئ الإسلامية لدى الناشئة وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتقويم السلوكيات المعوجة.
ثالثاً: اشاعة روح المحبة والتعاون بينهم وتحذيرهم من الاختلافات التي تسبب الفرقة والبغضاء والتشاحن.
رابعاً: ابراز الفكر الوسطي المعتدل والتحذير من التيارات الفكرية والتوجهات السياسية ومصادر الاعلام المشبوهة.
خامساً: تعزيز السلوك الأمني الصحيح ودعوة الطلاب الى الحفاظ على أمن الوطن ومقدراته ومكتسباته.
سادساً: الحب والاخلاص لولاة الأمر في هذه البلاد الذين يسعون جاهدين لخدمة الدين وتطبيقه في جميع نواحي الحياة.
سابعاً: ترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية القائمة على راية التوحيد: لااله إلا الله محمد رسول الله ونبذ الاصوات التي تحزب الناس وتفرقهم.

الامن الفكري يتوقف على امور منها:
1- ابراز دور العقيدة في الوفاء للوطن وموقف الشرع من المفسدين في الارض ودور الشريعة في حفظ الضرورات الخمس.
2- تصحيح المفاهميم لدى الناشئة كمفهوم الوسطية وإبراز الفكر المعتدل ونبذ الافكار المنحرفة.
3- التحذير من وسائل الإعلام المشبوهة والمنحرفة وتوضيح مصادر التلقي لهم.
4- ابراز اهمية الصف الواحد والتلاحم بين القيادة والشعب وتوضيح اهمية نعمة الأمن في الاوطان.
5- تشكيل لجنة لرصد الانحرافات الفكرية لدى الطلاب وتقويم السلوك والفكر الخاطئ.
6- بيان دور المملكة الريادي بين الدول العربية والإسلامية ومكانتها.
7- تنظيم المحاضرات والندوات داخل المدارس واستضافة الداعيات لتوضيح مفهوم الأمن الفكري
8- دور الاسرة في المحافظة على الابناء وتوضيح مفهوم الصحبة الصالحة لابنائهم والحرص على المتابعة.
9- فتح الحوار مع الشباب عبر قنوات وسائل الاعلام لطرح مشكلاتهم والإجابة عليها من قبل متخصصين.
10- دورا هل الدين المعتدلين  في توضيح الاحكام الشرعية (الاعتدال - نعمة الامن - الولاء والبراء - والجهاد - طاعة ولي الامر
الطريق الأمثل لتحصين عقول الناشئة ووقايتها من الانحرافات الفكرية:
1- غرس مفاهيم العقيدة الصحيحة وزرع محبة الله والخوف منه.
2- التطبيق الصحيح للدين الصحيح الذي يدعو إلى التآلف والتسامح ونبذ العنف «الدين الحق».
3- معالجات السلوكيات الخاطئة في المدرسة والبيت وتصحيحها أولاً بأول وتعزيز السلوكيات الصحيحة وتنميتها.
4- تبصير الناشئة بما ينفعهم وبما يضرهم.
5- تعويد الناشئة على التعبير بما في مشاعرهم ومعرفة آرائهم وتقويم المعوج.
6- التوعية بجميع أشكالها.
7- ربط الناشئة بالمجتمع وتعزيز خوفه على مجتمعه ووطنه.
التعرف على مظاهر الانحراف الفكري والسلوكي في المدارس ومعالجتها:
1- من خلال الحوار مع الطلاب ومعرفة أفكارهم وما يميلون إليه وتتم معالجة ذلك من خلال تصحيح الأفكار.
2- من خلال طرح استبيانات لمعرفة الفكرة العامة للطلاب وسهولة التعامل مع النسبة البسيطة ومعرفة مدى خطورة المشكلة وإمكانية السيطرة عليها.
3- من خلال حوار الطلاب مع بعضهم.
4- من خلال مؤشرات معينة كالعزلة، العدوانية، كره الناس.

مفهوم طاعة ولاة الأمور في الإسلام

يقول الله – تبارك وتعالى – في كتابه الكريم ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾

وجاء في السنة أن الصحابة قد بايعوا النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – على السمع والطاعة، في المنشط والمكره، في العسر واليسر

إن حدود الطاعة ما جاءت به الشريعة. وهو إيجاب الطاعة والانقياد لولي الأمر بالمعروف، في المنشط والمكره، والعسر واليسر، والأثرة على المسلم، فإذا أمر ولي الأمر بشيء مشروع، وجبت طاعته، وإذا أمر بمندوب وجبت طاعته، وإذا أمر بمباح وجبت طاعته أيضا، أما إذا أمر بمعصية، فحينئذ لم تجز طاعته في تلك المعصية فقط، ولا تنقص طاعته المشروعة، ولا تنزع يد من طاعة، ولا يشغب عليه بسبب تلك المعصية، فإذا أمرك ولي الأمر بترك الصلاة، أو قتل أحد بغير حق، أو نحو ذلك من الأمور المعلومة لكل أحد أنها مما حرمه الله – تعالى – لم تجز طاعته، بل الواجب عصيان أمره في هذا.

فلا شك أن طاعة ولاة الأمور تعني لزوم الجماعة، لأن الجماعة إذا كان عليها هذا الإمام، ثم التزموا له صاروا يدا واحدة، وهذا يقتضي أمورا منها:
ما يلزم من وجود الإمام
أولا:  الاعتراف بولايتهم وإمامتهم، وأن بيعتهم بيعة شرعية، فهذا أول ما يلزم من الطاعة، وهو الدلالة على لزوم الجماعة أن تعترف ببيعتهم وبإمامتهم، وأن بيعتهم بيعة شرعية.
ثانيا: الطاعة لهم في المعروف، ويؤكد النبي – صلى الله عليه وسلم – على هذا في حديث أبي هريرة المتفق عليه، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يُطِع الأمير فقد أطاعني، ومن يَعْص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جُنّة يقاتَل مِن ورائه، ويُتَّقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل، فإن له بذلك أجرا، وإن قال بغيره، فإن عليه منه»
ثالثا: ومما يلزم من طاعتهم عدم الخروج عليهم، يعني عدم الخروج على الإمام الذي له البيعة، وعدم شق العصا، وعدم التحريض على ذلك بأي وجه كان، وبأي صورة، وعلى أي نحو، ينبغي للمسلم ألا يكون منه شيء من هذا القبيل، فلا يخرج، ولا يشق العصا، ولا يحرض على ذلك، لا بنشر مقال، ولا بالدعوة إلى ذلك، ولا بالتحريض ولا بعدم الإنصات.

رابعا: النصيحة لولاة الأمر، فالنصيحة هذه من لوازم الجماعة، ومن لوازم الطاعة، وهي مما يعنيه لزوم الجماعة، وقد صح عن النبي – عليه الصلاة والسلام – أنه قال: «إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة». قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وَعَامَّتِهِم»
وهذه النصيحة يجب أن تقدم لولي الأمر على الصورة التي يسهل قبولها، ويحصل أخذها واعتبارها، فلا يأتي العالم لينصح أميرا، أو وزيرا، أو إماما، على رءوس الأشهاد بالتبكيت والتقريع واللوم، فإن هذه تصبح حينئذ فضيحة، وليست نصيحة، وقد أمر الله – تبارك وتعالى – نبيه موسى – عليه السلام – بأن يقول لأعتى عتاة أهل الأرض في زمانه – وهو فرعون – أمره أن يقول له قولا لينا، قال: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾

خامسا: الذب عن أعراضهم، يعني إذا سمعت من يقع في أعراضهم، فذلك الواقع لا يخلو، إما أن يكون واقعًا بحق، وإما أن يكون واقعًا بباطل، فإن كان واقعًا بالحق، فتقول له: يا أخي أنت هنا تغتاب، والغيبة محرمة، لا يجوز لك أن تذكر أخاك بما يكره، ولا سيما إذا كان وليا لأمر الناس، وإماما من أئمة المسلمين، فإنك حينئذ تحمل الرعية على كراهيتهم، وتجعل مسألة الخروج عليهم أمرا يسيرا وسهلا. وإن كان بباطل قلنا له: أنت لم تغتبه فقط، وإنما بَهتّه، لأنك ذكرت أخاك بما ليس فيه.

سادسا: مما يعنيه لزوم الجماعة، الدعاء لهم، وهذا مما أكدته السنة النبوية، فقد جاء في صحيح البخاري وغيره، من حديث أم عطية – رضي الله تبارك وتعالى – عنها أنها قالت: أُمرنا أن نخرج الحيّض يوم العيدين، وذوات الخدور، فيشهدان جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزل الحيّض عن مصلاهن، قالت امرأة: يا رسول الله، إحدانا ليس لها جلباب؟ قال: «لتلبسها صاحبتها من جلبابه

التطرف
التطرف يختلف عن التدين فالتدين يعني الالتزام بأحكام الدين والسير على مناهجه وهذا أمر مطلوب ومرغوب فيه لأنه يعود على أصحابه بالخير والفلاح والمنفعة، اما التطرف فهو الأخذ بظواهر النصوص الشرعية على غير علم بمقاصدها وسوء الفهم لها يؤدي إلى درجة من التشدد والغلو وقد نهى الله عنه أهل الكتاب من قبلنا
التطرف قد يكون في الفكر والسلوك أو فيهما معاً وينبع عنهما الجور والظلم وعدم احترام الحقوق وسوء الظن بالناس واستباحة الدماء والتكفير نسأل الله السلامة، يجب على جميع المؤسسات التعليمية والأسرة والمدرسة والمسجد والمجتمع ووسائل الإعلام أن يكون لها دور في الوقاية وبيان ذلك كله والتحقق منه لوضع الحلول والعلاج لاجتثاث ذلك الفكر المنحرف وحماية الشباب منه لسلامتهم وسلامة الوطن.
حديث حذيفة المتفق عليه أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن دعاة على أبواب جهنم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قال حذيفة: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، ومن أعظم ما وقع فيه أهل الغلو في هذا العصر هو تكفير المسلمين وأئمتهم من دون برهان واستحلال الدماء المعصومة وهذا من جهلهم وضلالهم
دورنا في ترسيخ الأمن الفكري بين الناشئه :
يتفق العقلاء أياً كان دينهم على حاجة الكائنات كلها من بشر وحيوان ونبات وجماد للأمن فما بديله إلا التدمير والإفساد للحياة والإحياء ولذا فإن الأمن من أهم الأسباب للحفاظ على الضروريات الخمس التي جاءت جميع الشرائع السماويه للحفاظ عليها وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال ومادام إن الأمن نعمه يرفل بها كل فرد ومجتمع ويسعد بها كل موجود فإن الحفاظ عليه واجب يشترك فيه جميع الأفراد والمؤسسات والهيئات في المجتمع والمؤسسات التربوية والتعليمية من أولى الجهات المعنية بالحفاظ على الأمن و وقاية المجتمع من مفسداته من خلال بناء شخصية ناشئة بناءً إسلامياً وعندما تتعرض أي أمة أو مجتمع لأزمه أو ضائقة فإنها تتجه للتربية بإعتبارها المدخل الأنسب للتغيير والتصحيح فالتربية هي المعنيه بتكوين المفاهيم الصحيحه وتعزيزهـا في أذهان الناشئه وهي المسؤله عن بناء الأتجاهات وضبطها , بها يقوى البناء الأجتماعي ويعزز وحدته
وعلى الرغم أن التربيه المقصوده تتم عبر عدة مؤسسات داخل المتجمع مثل الأسره والمدرسه والمسجد ووسائل الإعلام فإن المدرسه تبقى أحدى المؤسسات المهمه في القيام بعملية التربية على إعتبار أن العمليه التربويه فيها تتم بصورة مخططه كما أن الممارسين لها يتم إعدادهم للقيام بذلك بصفه مهنية متمكنة فإن المدرسه هي المدخل الأول لتنفيذ جملة من البرامج والمناشط التربوية التي تتجه إلى تحصين عقول الناشئة ووقايتها من الانحرافات الفكرية في ضوء الغايات والأهداف والسياسات التي تسير العملية التعليمية والتربوية وذلك بتعميق ولاء الطلاب لله , ولكتابة ولرسوله, وثم لقادة البلاد وعلمائها .

الأسرة ودورها في تحقيق الأمن الفكري
- التربية الفكرية الصالحة للأبناء، وترسيخ المبادئ السليمة في أذهانهم ومعتقداتهم، وعدم تركهم عرضه لدعاة الفكر المنحرف الذين يجدون الشباب أرضاً خصبة لنشر انحرافاتهم.
وتثقيف الأبناء ثقافة دينية متزنة؛ لأن الجهل بالدين قد يوقع الكثير من الناس في مخالفات شرعية وعقدية،.
ووقاية الأبناء مما يتلقونه من انحرافات فكرية وعقدية عبر وسائل الغزو الفكري، وبصورة خاصة من وسائل الإعلام التي أصبحت من أهم العوامل المؤثرة في تفكير الأفراد وسلوكهم.
وتحصين الأبناء فكرياً ضد الكتب والفتاوى التي لا تستند إلى كتاب الله وسنة نبيه، وتصدر عن مجهولين لا يمكن الركون إلى علمهم ومعتقداتهم، ولا يعلم الهدف الذي يسعون إلى تحقيقه من خلال ترويج الكتب والفتاوى والمقالات التي تحرض على الإرهاب والعنف والخروج على جماعة المسلمين، سواء كان ذلك الترويج بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الإعلام وشبكة الإنترنت التي أصبحت موئلاً للجماعات المتطرفة، ووسيلة من وسائلهم لإيصال رسائلهم إلى العالم.
وتوجيه الأبناء بعدم مجالسة أهل الانحراف الفكري أو قراءة كتبهم ومنشوراتهم، أو الاستماع إلى خطبهم ومحاضراتهم، لخطورة ذلك على فكر الناشئة الذين قد يتبنون رؤى هؤلاء المنحرفين ومعتقداتهم من دون أن يدركوا خطورتها ومدى مخالفتها لتعاليم الدين الإسلامي التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال.
ومساعدة الأبناء على فهم المصطلحات الشرعية المتداولة، وضبطها بضوابط الإسلام، لئلا يسيء هؤلاء الأبناء فهم المقصود بكل منها، ولئلا يتم خداعهم وتضليلهم من قبل دعاة الفكر المنحرف باستخدام هذه المصطلحات، التي توظف ككلمات حق يراد بها باطل، توضع في غير موضعها، وتستخدم بعيداً عن أهدافها ومضامينها وضوابطها الشرعية.
وتحذير الأبناء من تبني أفكار الغلاة في الدين انطلاقاً من ان الدين الإسلامي دين الوسطية والاعتدال.
وتعريف الأبناء بحقيقة الإرهاب وأسبابه وغاياته، وتحذيرهم من مخاطره وتبعاته، وبيان موقف الإسلام منه تحريماً وتجريماً.
وتثقيف الأبناء حول معنى الجهاد وحقيقته في الإسلام، وتوضيح ضوابطه وشروطه، ومن ذلك القدرة وإذن ولي الأمر، وغيرها.
وتثقيف الأبناء وتوعيتهم بمقاصد الإسلام التي يأتي على رأسها حفظ الضرورات الخمس (الدين والنفس والعقل والنسل والمال.
وتثقيف الأبناء فيما يتعلق بحقوق غير المسلمين في المجتمع انطلاقاً من التوجيهات التي نصت عليها احكام الشريعة الإسلامية.
وتثقيف الأبناء امنياً، وإشعارهم بأهمية استباب الأمن كمطلب وحاجة بشرية أولية، فلا يمكن لأي مجتمع ان يعيش ويمارس دوره في البناء والتنمية في غياب الأمن والاستقرار.
وتنمية الحس الأمني لدى الأبناء، حيث ان ذلك مطلب اجتماعي ووطني، باعتبار ان المواطن رجل الأمن الأول.
وتثقيف الأبناء سياسياً، وتعريفهم بنظام الحكم، وواجبات المواطن تجاه حكومته، وتعريفهم بالضوابط الشرعية التي تنظم علاقة الحاكم بالمحكوم، وحقوق وواجبات كل منهم تجاه الآخر، وتأكيد أهمية السمع والطاعة لولاة الأمر باعتبارها حاجة ضرورية لسلامة كيان الدولة واستقرارها، وأمن المجتمع وخلوه من الانحرافات الفكرية والسلوكية المختلفة، وأن طاعتهم طاعة لله، والخروج عليهم خروج عن شرع الله تعالى.
وتنمية روح المواطنة لدى الأبناء في مراحل نموهم المختلفة.
وتنمية الشعور بأهمية الانتماء للجماعة، ونبذ الفرقة والاختلاف، وان الخروج على الجماعة باب من أبواب الفتنة.
والرقابة الفعالة للأبناء، وبصورة خاصة مراقبة الأنشطة التي يقومون بها داخل المنزل وخارجه، للتأكد من سلامتها وعدم خروجها عن المألوف شرعاً ونظاماً، وضرورة تعاون الأسرة مع المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية والأمنية، لتحقيق الأهداف الموحدة التي تنسجم مع الثوابت الدينية والوطنية والسياسية والاجتماعية.
عملية المقاومة للغزو الفكري للأسرة المسلمة
1-أن يؤدي كل واحد من الزوجين دوره وواجبـه : فالرجل يؤدي دوره وواجبه ، والمرأة تؤدي دورها وواجبها ، ويتعاون الطرفان ، ولا ينتقص أي منهما حق الآخر ، ويكون ذلك علي النحو التالي أ / الرجل تكون عيالة الأسرة ورعايتها وحمايتها ، والقيام بما هو عسير شاق من خدمات التمدن ، فيكون تعليمه وتربيته علي النحو الذي يجعله أنفع ما يكون لهذه المقاصد .
ب- المرأة تكون تربية الأولاد وواجبات البيت ، والعمل علي جعل الحياة المنزلية بحبوحة أمنٍ ودعةٍ وراحة ، فتحلي بأحسن ما يكون من التربية والتعليم لأجل قيامها بهذه الخدمات .
ج-ولاستبقاء نظام الأسرة ووقايته من الفوضى والشتات ، لابد أن يُجعل لأحد من أفراد الأسرة الحكم والأمر علي سائرهم ، في ضمن حدود القانون وذلك الفرد الآمر لا يمكن أن يكون من غير صنف الرجال ، لأن عضو الأسرة الذي تكون حالته العقلية والنفسية عرضة للتغير ، مرة بعد أخري ، في أيام المحيض ، وفي زمان الحمل ، لا يصلح أبداً لاستعمال سلطة الحكم والأمر.
3-حماية الأبناء من روافد الغزو الفكري :
ومن تلك الروافد التي يجب علي الأسرة المسلمة أن تحمي الأبناء من خطرها :
أ-المحاضن ، أو المدارس الأجنبية أو التبشيرية : حيث ينبغي التنبه لأخطار تلك المدارس ، ودورها في خدمة الغزو ، ومقاطعتها مقاطعة تامة .
ب-الخادمات والمربيات الأجنبيات غير المسلمات : كما هو كائن من تواجدهن في كثير من أقطار العالم العربي ،فتعمل الأسرة جاهدة علي عدم إتاحة الفرصة لأن يتلقى الطفل أي فكر أو توجيه منهن ، وأوْلي من هذا عدم اجتلابهن أو إحضارهن من الأصل ،واستبدال مربيات مسلمات بهن إذا كان ثمة داع إلي هذا .
ج-وسائل الإعلام المختلفة ـ مقروءة ومسموعة ومرئية ـ: والتي سخرها الغزو الفكري لتنفيذ أغراضه تجاه الأسرة المسلمة .
وليس المراد حرمان الأبناء كلية من هذه الوسائل ، والتي تحتوي علي المفيد النافع كما تحتوي علي الخبيث الضار ، وإن كان المفيد فيها يتضاءل أمام الضار .
ولكن المراد أن تتبع الأسرة المسلمة سياسة الانتقاء الواعي بمعني أن تنتقي المفيد في كل المجالات : الدينية ، والتعليمية ، والسياسية ، والاقتصادية ،و الرياضية 00إلخ ،وتنأى عن البرامج الهدَّامة ، والصحف الإباحية .
4-تقديم البدائل الإسلامية عن روافد الغزو الفكري:
حيث إنه من الصعب حماية الأبناء من كل هذه الروافد إلا بتقديم بدائل إسلامية ذات كفاءة عالية في طبع الحياة الأسرية بالطابع الإسلامي .
5-ملء وقت الفراغ بالنافع المفيد :
كالألعاب الرياضية التي لا تحتوي علي مخالفات للإسلام ، وسماع الأشرطة الإسلامية ، والزيارات العائلية المنضبطة التي توثق الروابط الاجتماعية ، والرحلات الهادفة إلي الأماكن الإسلامية لمعرفة تاريخ الإسلام ،والاطلاع في إحدى المكتبات ، ويُفضّل أن توضع نواة لمكتبة إسلامية في البيت تضم كتباً ميسرة في كافة المجالات ، وأشرطة مسجلة 000إلخ ؛ لأن من لم يشغل نفسه بالحق شغلته نفسه بالباطل .
6-الرقابة والتوجيه :
فمن منطلق الاستشعار بالمسئولية ينطلق الوالد بكليته في مراقبة الولد وملاحظته ، وفي توجيهه وملاحقته ، وفي تعويده وتأديبه ، لأنه إذا غفل عنه فترة ، أو تساهل في ملاحظته مرة ، فإن الولد سيتدرج في الفساد خطوة خطوه ، وفي حال الغفلة الدائمة ، والتساهل المتكرر يصبح الولد من زمرة الأولاد الشاذين ،
فانحراف الأبناء ، وتأثير الغزو الفكري فيهم نتيجة طبيعية لانعدام الرقابة والتوجيه من الآباء فالرقابة والتوجيه من مسئوليات الآباء ، وينبغي أن تكون الرقابة شاملة لكل صغيرة وكبيرة مثل : حشمة الملبس ، وعفة اللسان ، والتغيب خارج البيت ، ومعرفة الأصدقاء ، وملاحظة التغيرات التي تطرأ علي الأبناء خاصة في سن المراهقة ، ومتابعة الأحوال التعليمية
فلا يوجد شئ في الإسلام يسمّي " الحرية الفوضوية " ، تلك الحرية التي أساء الناس استخدامها ، ففعل كلُّ إنسان ما يحلو له ، حتى ولو كان علي حساب الآخرين وما ظهرت انحرافات الأبناء إلا عندما تخلي الآباء عن رقابتهم وتوجيههم.
7-فتح دائرة الحوار بين الآباء والأبناء :
وذلك لمعرفة مشاكلهم أولاً بأول ، والعمل علي حلِّها ، وبالتالي يحدث التقارب بين الآباء والأبناء ، وتتلاشى الفجوة التي تنتج عن إهمال الآباء للأبناء ، وانشغالهم عنهم .
فهل فكرّ الآباء في إعطاء القليل من أوقاتهم لأبنائهم ؟
ليعلم الآباء أنهم إذا ضحوا بقليل من أوقاتهم لأولادهم علي حساب انشغالاتهم الخاصة ، فإن النتيجة التي سيجنونها تكون عظيمة : ألا وهي تكوين رجل سعيد ومتوازن يستطيع أن ينتج داخل المجموعة التي يعيش فيها .
رابعاً : تيسير أمر الزواج :
"1-ضمان العفة النفسية والجسدية والوقاية من الانزلاق في الشهوات .
2-الاستقرار النفسي والعقلي للشاب مما يدفعه للبناء والإنتاج والعطاء بصورة أثقل .
3-توثيق الروابط الاجتماعية ، وتحصين البيوت والأسر .
4-السعادة في الحياة الزوجية ، حيث يمهد الزواج المبكر فرصة للتفاهم بين الزوجين ومواءمة طباعهما لبعضهما البعض .
5-مجال لمباشرة تربية الأبناء ، وذلك لقرب الأجيال بعضها لبعض ، كما يكون الأب في أوج نشاطه وشبابه وعطائه التربوي لأبنائه "
أسباب ضعف الأمن الفكري :
وزعزَعة أركانِه ولعل أخطرَ تلك الأسبابِ :
1 ـ التقصير في جوانبِ العقيدة وتطبيقِ الشريعة .
2 ـ ترك المرجعية الدينية في مجال الفتوى : فأصبحت نسبة لا يستهان بها من الشباب عازفة عن مشائخ البلاد الكبار زاهدة فيما عندهم ووجدت أو أوجدت فجوة بينهم وبين علمائهم في مخالفة مؤذنة بالخطر .
3 ـ البث الفضائي المرئي والمسموع وظهور شبكة الإنترنت : بما فيها من السلبيات والإيجابيات مما جعل مصادر التلقي في مجال الفكر والتربية متعددة ومتنوعة ولم تعد محصورة في المدرسة والمسجد والأسرة ،
مصادر تهديد الأمن الفكري :
   لقد تعددت مصادر تهديد الأمن الفكري واختلفت باختلاف مروجيها
فتأتي أحيانا كثيرة من جماعات التطرف والتشدد الفكري ، ومثيري الفتن ودعاة الفرقة.
 أسباب الغزو الفكري :
1 ـ  لقد تعددت  الأسباب والعوامِل التي تسعَى إلى تقويض بناء الأمن الفكري وزعزَعة أركانِه ، ولعل أخطرَ تلك الأسبابِ القصورُ في جوانبِ العقيدة وتطبيقِ الشريعة .
2 ـ وثَمّةَ سببٌ مهِمّ في الخلَل الفكريّ، وهو القصورُ في جوانبِ التربية والتعليم، ووجودُ الخلَلِ في الأسرة ومناهج التعليم، وتضييق النطاقِ على العلومِ الشرعيّة .
3 ـ الزّخَم الهائل من وسائلِ الغزوِ الفكريّ والثقافيّ والذي يروج له ممن يحسبون على جماعة المسلمين ، ويسلكُون مسالكَ متعدِّدة في الخضوعِ للغزوِ الثقافيّ ، بل ويحاولون إخضاع المجتمَع المسلم المحافِظ  لرغبتِهم وجنوحِهم المنحرِف بدعاوَى فجّة تحت سِتار حرّيّة الرأي وحرّيّة التفكير .
وسائل الغزو الفكري :
أولا ـ  إن من أخطر وسائل الغزو الفكري أولئك الذين اتبعوا منهج التكفير واستباحوا دماء المسلمين وأعراضَهم وأموالهَم يقودهم إلى ذلك الجهلُ بالنصوص الشرعية الواردةُ في كتاب الله والسنة النبوية .
ثانيا ـ القنوات الفضائية وما تبثه من مواد إعلامية لأبناء المجتمع العربي السعودي ، وما تروجُ له من أكاذيبَ وادعاءات باطلة ، الهدفُ منها النيلُ من الثوابتِ الوطنية وزعزعةِ الأمن  والاستقرار ، والرغبةً في الإضرار بالاقتصاد والقضاء على المؤسسات التنموية.
ثالثا ـ شبكات الإنترنت : وهذه قاصمة الظهر التي أخذت تشوش على أفكار الناشئة ، وتدعوهم إلى التطرف ، لأنه من السهل جداً أن يروج أيُّ حاقد لما يريده من خلال هذه الشبكات .
وسائل حماية الأمن الفكري :
أولا ً ـ بعض الوسائل الوقائية:
1 ـ إظهار وسطية الإسلام واعتداله وتوازنه ،  وترسيخ الانتماء لدى الشباب لهذا الدين الوسط وإشعارهم بالاعتزاز بهذه الوسطية
 2 ـ  معرفة الأفكار المنحرفة وتحصين الشباب ضدها : فلا بد من تعريفهم بهذه الأفكار وأخطائها قبل وصولها إليهم منمقة مزخرفة فيتأثرون بها ؛ لأن الفكر الهدام ينتقل بسرعة كبيرة جداًّ ولا مجال لحجبه عن الناس .
 3 ـ إتاحة الفرصة الكاملة للحوار الحر الرشيد داخل المجتمع الواحد : وتقويم الاعوجاج الفكري بالحجة والإقناع ؛ لأن البديل هو تداول هذه الأفكار بطريقة سرية غير موجهة ولا رشيدة مما يؤدي في النهاية إلى الإخلال بأمن المجتمع
4 ـ الاهتمام بالتربية : في المدارس والمساجد والبيوت ، وغيرها من مؤسسات المجتمع الأخرى .
5 ـ هناك نسبة لا بأس بها من المنحرفين هم من الطلاب ، لذا يجب أن يحصل تفاعل بين المؤسسات التعليمية ومحيطها ، بحيث يجعل منها مؤسسات مفتوحة رائدة في تعميم التربية والمعرفة ، مما يسهل لها متابعة رسالتها السامية في إيجاد المواطن الصالح ، بحيث يتهيأ ذهنياً ونفسياً للتوافق مع متطلبات الحياة الاجتماعية .
6 ـ إن من أهم ما ينبغي أن تقوم به المؤسسات التعليمية أن تضمن برامجها فصولاً عن الأمن الفكري تصب في قناة الوقاية من الانحراف الثقافي والغزو الفكري ، وذلك عن طريق نشر المبادئ الفكرية القويمة ومبادئ الفضيلة والأخلاق .
7 ـ من الأهمية بمكان أن يتعلم الطالب كيف يتحقق أمن المجتمع بصفة عامة ، وأمنه بصفة خاصة، من خلال تهيئة نفسية واجتماعية للتكيف مع القيم والآمال وتطلعات المجتمع .
8 ـ ينبغي ألا نغفل أهمية دور المدرسة في الكشف عن المظاهر ذات المؤشر الانحرافي الفكري أو الأخلاقي منذ بدايتها، ودراستها دراسة دقيقة ومعالجتها عبر الإرشاد الطلابي بالمدرسة ،  والاتصال بولي أمر الطالب لتنظيم التعاون مع  الإدارة المدرسية  قبل استفحال المشكلة ، وعلاجها قبل أن تصبح سلوكاً اعتيادياً
حرمة الفساد في الارض
أن الله خلق الإنسان وأوجده حتى يتفرغ لعبادة الله وتوحيده ولا يفسد في الارض بعد اصلاحها {ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها} لكن يوجد من البشرية من يظلم نفسه ويظلم الآخرين ويسعى في الأرض فساداً فيهلك الحرث والنسل ويتطاول على تعاليم دينه ويتبع غير سبيل المؤمنين الذي هو الدين والقرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم المحافظة على دمه وعرضه ونفسه وعقله والآخرين ومجتمعه ووطنه. ويتبع سبيل المجرمين الذين نهى الإسلام عن اتباعهم لأنهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون ويهدمون ولا يبنون ويحبون الرذيلة والشر والمنكر والفساد من قتل وتدمير وتحريف وارهاب، فلزاماً على المسلم أن يتبع سبيل الرشد وينتهي عن سبيل الغي.
ثانياً ـ بعض الوسائل العلاجية:
1 ـ دعوة المخطئ إلى الرجوع عن خطئه : وبيان الحق بالمناقشة العلمية الهادئة دون اتهام للنيات فقد تكون صادقة ، ولكن هذا لا يغني عن صاحبها شيئاً
2 ـ تجنب الأساليب غير المجدية : فالمصاب بهذا المرض لا يعالج بالتركيز على الوعظ والتخويف من عقاب الله ، لأن هذا الأسلوب في الغالب لا يجدي معهم نفعا ، فأمثال هؤلاء يرون أنهم على صواب ودين فكيف تعظ إنساناً يظن أنه على الدين الحق قبل أن تبين له خطأه الفكري فيما يراه حقاًّ . 3 ـ وجوب الأخذ على أيديهم : ومنعهم من الإخلال بالأمن الفكري للمجتمع ولو أدى ذلك إلى إجبارهم على عدم مخالطة الآخرين لاتقاء شرهم .
 4 ـ النهي عن مجالسة أهل الانحراف الفكري : الذين يريدون خرق سفينة المجتمع وإغراق أهلها بخوضهم في آيات الله وتجرئهم على الفُتيا بغير علم .
 5 ـ ضرورة التفريق بين الانحراف الفكري الذي لم يترتب عليه فعل ، وبين من أخل بفعله بالأمن في مجتمعه : فمن ظهر منه عمل تخريبي وثبت عليه شرعاً فيجب محاسبته على ما بدر منه كائناً من كان ،  وعقابه بما يستحقه شرعاً حتى ولو كان ظاهره الصلاح والاستقامة


دور المعلم
فهو عظيم ومهم ، وتحمل الجزء الأكبر في تعزيز الأمن الفكري ، فهو القدوة والمربي ، والموجه والمحرك لفئة الشباب داخل الحرم المدرسي وخارجه ، وكلمته مسموعة عندهم ، بل يقلدونه في كثير من مناحي حياتهم ، وسلوكهم ويعتبرونه المثل الأعلى لهم ، لذا فإن مسؤولياته كبيرة ، وتوجيهاته ضرورية وملحة ، لذا مراعاة التالي :
1 ـ يجب على المعلم أن يكون قدوة لعمل الخير والإصلاح والتوبة وتبني ما يسعد البشرية وخصوصاً ما يجب على هذا المعلم تجاه وطنه ومجتمعه فضلاً على أنه معلم الخير ويحمل مسؤولية جسيمة 
 2 ـ ولكي يقوم المعلمون بدورهم في التوعية والوقاية من الانحراف ، فلابدّ لهم أن يقوموا بتنشئة الطلبة تنشئة إسلامية صحيحة .
 3 ـ ومن الواجب على المعلمين أن يؤكّدوا على تمثّل الطلبة القدوة الحسنة في سلوكياتهم وتصرفاتهم ، وفي الانسجام مع قيم المجتمع وقوانينه .
4 ـ ترسيخ مبدأ الحوار الهادف والاستماع للآخرين واحترام آرائهم بقصد الوصول إلى الحق ومساعدة الطلاب على استخدام التفكير بطريقة صحيحة ليكونوا قادرين على تمييز الحق من الباطل والنافع من الضار وتنمية الإحساس بالمسؤولية لدى الطلاب .
5 ـ  الاهتمام بالتربية الاجتماعية  .
6 ـ  الاهتمام بتعليم القيم والمعايير السلوكية السليمة  .
  7 ـ تشجيع التعاون مع أفراد الأسرة والمؤسسات الاجتماعية المختلفة .
8 ـ توجيه الشباب  لطرق البحث عن المعلومات الصحيحة وتشجيعهم على ذلك  .
9 ـ تفهم طبيعة تفكيرهم ليسهل عليك الاتصال بهم  . 
10 ـ مساعدة الطلاب على استيعاب المفاهيم والأفكار التي تتعلق بالحياة والمستقبل ، والبعيدة عن الأفكار المنحرفة والمتطرفة .
المعلمون والفكر المنحرف :
   انه قد وجد بعض المعلمين في الساحة يحملون هذا الفكر المنحرف ويحثون الشباب على حمله ، والدولة بأجهزتها المعنية جادة في استئصال هذا المرض الفكري الخطير والدخيل على المجتمع وإيقاف أمثال هؤلاء مرهبي الفكر البشري .
إن المعلم باستطاعته توجيه جيل وطنه إلى البناء والخير والفضيلة وفي نفس الوقت باستطاعته توجيههم للخراب والدمار وتبني الأفكار الإجرامية والتكفيرية والإرهابية وشتان ما بين هذين الطريقين وهذين الفكرين .

خطر البعد عن الوسطية:

ان الاعراض عن هذه الوسطية هو الهلاك بعينه، لانه الضياع في الدين والدنيا معا، وهو الافراط والتفريط، وقد صرح الحديث النبوي بأن الغلو في الدين كان سببا لهلاك كثير من الامم السابقة فقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين»· اخرجه البيقهي وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «هلك المتنطعون» قالها ثلاثاً· اخرجه احمد ومسلم يكرر الكلمة إلا لعظم خطر مضمونها· والمتنطعون: هم المتشددون والمتعمقون المبالغون في التزامهم بالدين بما يخرجهم عن الحد الوسط
ولذلك تعاني بعض المجتمعات الإسلامية من تفشي الغلو والتطرف في الدين بين صفوف المراهقين فكرياً، وذلك  من خلال تطبيق ممارسات خاطئة بحجة التمسك بالدين، وفي الواقع هم أبعد ما يكونون عن الدين الإسلامي الحنيف دين الوسطية والاعتدال·
كما ان المبتعدين عن وسطية الإسلام يسلكون في حياتهم مسالك وعرة، منهجهم القهر والاكرا، وسفك الدماء والتخرب ومصادمة المشاعر، ونشر الذعر والخوف، واستباحة الدماء والاعراض والاموال، لاتصافهم بصفتين شاذتين وخطيرتين هما:
1 ـ الجهل باحكام الشريعة الإسلامية المقررة في القرآن والسنة، ولاسيما الاحكام العامة التي تمس الاخرين·
2 ـ التورط بتكفير المخالفين لهم لادنى تهمة او شبهة، واستباحة دمائهم، وهذا ظلم عظيم·
ولذلك لابد من توعية الامة بمخاطر التطرف والتشدد، والتاكيد على  مبدأ الإسلام الا وهو الوسطية والاعتدال وان الإسلام يقبل الاخر، وحوار الاديان مستمر عبر التاريخ مع جميع
اصحاب الديانات الاخرى للتاكيد على نقاط الالتقاء وتعزيزها ونبذ الفرقة والتعصب·
ولابد من التنويه إلى ان المسلمين دعاة الحق ليسوا ارهابيين كما يصفهم بذلك اعداؤهم، وانما يدعون إلى الدين الوسط والى شريعة الاله السمحة السلمية والحضارية والاصلاحية  للعقائد والمعاملات والعلاقات الاجتماعية والأخلاقية ، فهم دعاة رحمة  وهداية وعلم ونور، وذلك لاختلاف الاتجاهين في المنهج والغاية والاسلوب·
الوسطية في الإسلام لا تنحصر في العبادات والطاعات الظاهرة فحسب، بل تتعدى اخص خصائص الانسان الداخلية بعلاقته مع الناس، وعلاقته مع مجتمعه، وعلاقته اهله واقاربه وزوجته وأبنائه، و(أن لكل حق، فأعط كل ذي حق حقه) حتى في اتخاذ القرار أيا كان، فانه يحتاج إلى وسطية واعتدال لئلا يكون بعده ندم وان تحاب، لذا علينا ان نعيد فهم الإسلام الحقيقي نائين به عن كل ما يخدش رونقه وروعته وصفاءه، وهذه هي اهم المجالات التي  تتبضع فيها الوسطية وفيها تتجذر·
أولا: الوسطية في العقيدة الموافقة للفطرة: والاهتمام ببيان اثر العقيدة على النفوس، واعتماد طريقتي المعرفة النقلية والعقلية في العقيدة لتقوية الصلة بالله سبحانه وتعالى·
ثانيا: الوسطية في الشعائر الدافعة لعمارة الكون: فالتكاليف ليست كثيرة ولا شاقة، كما أنها لا تتعارض مع  متطلبات الحياة من سعي لرزق وكدح لتأمين معاش·


ثالثاً: وسطية التجديد والاجتهاد: من خلال الارتباط بالاصل والاتصال بالعصر·

وقد أقيمت الندوة يوم الخميس تاريخ 1/1/1439
تنفيذ  المرشده الطلابية: هيله القارح  
المعلمه / بدريه الشهراني 
معلمه التوعيه الاسلاميه / سلمى القحطاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق